من الطبق إلى القلب – مقابلة مميزة مع الشيف ليلى

عندما يجتمع الجمال، اللطافة والنفس الطيب على الطعام، سيتكون لدينا الشيف ليلى فتح الله. تنجح بفتح شهيتك في كل مرة تراها على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى إن كانت تحضر “سندويشة زعتر”. حنان يحيى ملازم تتحدث مع الشيف ليلى عن تأثير السوشيال ميديا، عاداتها في رمضان وكيف أن والدتها هي جامعتها الأولى.

 

 

ما سبب اختيارك لعالم الطبخ؟

الصراحة، دخولي إلى عالم الطهي كان صدفة لم أخطط لها ولم أفكر بها على الإطلاق. كنت أحضر لزوجي وجبة غدائه للعمل، وكان زملائه يشاركونه طعامه ويطلبون منه أن يحضر المزيد! اقترح زوجي ما إن كنت أرغب بالقيام بهذا، ولكن وللوهلة الأولى، بدت الفكرة غريبة. أذكر أنهم اتصلوا طالبين مني تحضير طعام الغداء من أجلهم، وبعدها قررت أن أجرب. تطور الموضوع شيئًا فشيئًا، حتى أصبح الناس يطلبون مني تحضير الطعام لجلسات التصوير، ومن هنا انطلقت.

 

ما هو مطبخكِ المفضل، ولماذا؟

أحب مطبخ الشرق الأوسط بشكل عام، والمطبخ اللبناني بشكل خاص. أشعر أن أطباقنا غنية بالخضار، الألياف، النشويات، اللحوم وغيرها. الطبق الواحد من مطبخنا سيوفر لكِ كل ما يحتاجه جسمكِ. لا نرى هذه الميزة في كل المطابخ. فعلى سبيل المثال لا الحصر، المطبخ الخليجي يركز بشكل أكبر على الأرز واللحم، المطبخ الأمريكي، مثل البرجر، نعم قد تتوفر الخضروات والنشويات مع اللحوم، ولكنها محضرة بطريقة غير صحية. مطابخنا تتميز بالطعم اللذيذ، تنوع الاختيارات وتلبية مختلف حاجات الجسم.

 

 

هل تعتقدين أن الرجال يجيدون الطبخ أكثر من النساء؟

لا، لا يوجد قاعدة. كل من يتمتع بنفس طيبة يستطيع أن يطبخ ألذ الأطباق. قبل دخولي لجامعة مختصة في مجال الطهي، تعلمت الطبخ من والدتي، وكنت أشاهد أمي مع جدتي تحضر الطعام. لذا تعلمت فن الطهي من سيدات وليس رجال. هذا لا يعني أن الرجال ليسوا موهوبين بالطهي، بل تجدين رجال مبدعين في هذا المجال. إلا أن بعض الأطباق تُصبح ألذ عندما تحضرها امرأة.

 

 

من قدوتكِ في عالم الطبخ؟

والدتي، عندما تكبرين وأنت ترين والدتكِ تُبدع في كل طبق تلمسه، سواء طبق (المجدرة) الشهير إلى تجهيز مائدة لأكثر من خمسة عشر شخص. كما أن الأمور التي تعلمتها من والدتي، عند دخولي إلى الجامعة كان يعلموها لنا بينما بالنسبة لي كانت أمور بديهية! أمي هي جامعتي الأولى، حصص التدريب، وكل شيء بالنسبة لي.

 

أخبرينا عن التحديات وكيف استطعتِ مواجهتها؟

في الوقت الذي بدأت فيه مشواري، كان الوصول إلى العالم أصعب بكثير مقارنة بالناس الذي يبدؤون مسيرتهم الفنية اليوم. الآن، لم يعد الاهتمام أو الاتجاه إلى التلفاز كما كان سابقًا. على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح الوصول إلى الناس على بُعد “نقرة”. إن كانت لديكِ وصفة جديدة، شخصية مميزة وحضور لطيف أمام الكاميرا، ستجدين نفسك تنجحين. واجهت الكثير من التحديات من قبل لأن فقط الأسماء الكبيرة هي من كانت على التلفاز، وأن تحصلي على فرصتكِ للظهور على التلفاز لم يكن بالأمر الهين على الإطلاق. كانت الصعوبات تكمن في محاولة إرضاء جميع الأذواق وجذب العالم لمشاهدتكِ مرة أخرى، أن تظهري للعالم شخصيتك الحقيقية دون أي تكلف أو تصنع. كان هدفي الوصول لقلوب الناس ولم أجد طريقة أفضل من أن أكون على طبيعتي. ولكن هذا لا يعني بأنني أنقص من أحد أو أقلل من شأن نجاح أحدهم، صناعة المحتوى وابتكار أفكار جديدة، تعديله والعمل عليه، أمور كلها تحتاج إلى الكثير من الجهد، كل ما أحاول أن أقوله أن الباب أصبح مفتوح للجميع.

 

وجودك على السوشيال ميديا له طعم مميز، كيف خدمتكِ وكيف أثرت عليكِ؟

الجانب الإيجابي من مواقع التواصل الاجتماعي أن الناس تستطيع مشاهدتكِ والوصول إليكِ في أي وقتٍ وفي أي مكان، إلا على التلفزيون، فكان هناك وقت محدد لمشاهدة شخص ما أو متابعة برنامجكِ المفضل.  دائمًا ما أقول على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها سيف ذو حدين. الجانب الإيجابي منها أنكِ تستطيعين أن تكوني قريبة من الناس، مشاركتهم جوانب حياتكِ، وأهم شيء أن تكوني على طبيعتكِ. أما الجانب السلبي هو أن الناس تظن مع بدأ متابعتهم لكِ، يُمنح لهم الحق بانتقادكِ بكلام جارح، وإذا قمتِ بالرد عليهم سيكون ردهم “هذه صفحة مفتوحة، نستطيع أن نعبر عما نريد بالطريقة التي نريدها”. أي نقد بناء على إحدى وصفاتي، أحبها وأقدر صاحبها. ولكن عند اتباعي إحدى الوصفات التقليدية، سيكون من الغريب تلقي انتقادات كونها الوصفة “التقليدية” والمتعارف عليها في أغلب المطابخ والبيوت. لا أقبل أي تعليقات جارحة بسبب وصفة، الأمر كان يؤثر على نفسيتي كثيرًا. سابقًا كنت أرد على كل التعليقات الكارهة، ولكن الآن أصبحت أتجاهل وأرى الناس التي تحبني ترد بالنيابة عني على التعليقات.

 

أنت من تحضرين الطعام في أغلب الوقت، ولكن من ترغبي بأن يحضر لكِ الطعام؟

والدتي أيضًا، وأحب طبق الكبة الأرنبية الذي تحضره، وهي وصفة تقليدية من بيروت.

 

خلال شهر رمضان، ما هي نصيحتك لكل من يجهز مائدة الإفطار أو السحور؟

التخطيط، اشتروا ما تحتاجون له وجهزوا الخضروات بعلب. حضروا كل ما تحتاجون له ولا تسرفوا بالطعام. تذكروا أن تشاركوا جيرانكم ومن يساعدوا في المحافظة على نظافة المبنى الذي تعيش فيه طعام الإفطار والسحور.

 

هل تحبين تحضير الحلويات أم أطباق رئيسية أكتر؟

كل شيء له وقته الخاص. أحضر الحلويات عندما أرغب الاستمتاع بوقتي وخلق أجواء ممتعة لنفسي. الطبخ هو شيء نقوم به كل يوم.

 

For media, advertising and events, contact us at mayur.panchal@starzmediainc.com / aakanksha.naval@starzmediainc.com

Follow us on