اختتُمَ أسبوع الموضة في الشرق الأوسط نسختهِ الأولى في شهر مارس الماضي من عام 2022، وحظي بإشادةٍ كبيرة من مجتمع الموضة العالمي. حيث إجتذبَ أسبوع الموضة الذي أقيم في إمارة دبي، عاصمة الموضة في المنطقة، مجموعة متميزة من المصممين الإقليميين والدوليين. وأقيمَ الحدث الذي استمرَ على مدار خمسة أيام في مواقع مختلفة، حيث إستمرت عروض الأزياء في صالات العرض على مدى ثلاثة أيام في الأجندة في مدينة دبي للإعلام. انطلق أسبوع الموضة في 26 مارس بحفل عشاء فاخر وحفل لتوزيع الجوائز والذي تم تنظيمهُ بالاشتراك مع “صندوق عالم أفضل”. وإختتم بمأدبة غداء خاصة في مطعم بوكا، مركز دبي المالي العالمي، الفائز بنموذج الأعمال الأكثر استدامة لعام 2020 في دول مجلس التعاون الخليجي.
فقد أذهل البروفيسور الأسطوري وأيقونة الموضه “جيمي شو” الجمهور بعرض أزياء خاطف للأنظار ومن خلال استعراض مجموعة أزياء وتصاميم “أتيليه كوتور “المصنوعة يدويًا وبدقة من طرف مجموعة من حرفي الأتيليه مع الأخذ بالإعتبار عادات وتقاليد المنطقة واساليب اختيار ملابسهم.
و إفتتح أسبوع الموضة بمجموعة عصرية ملفتة للنظر “لأتيليه زهرة “ـ تحت رعاية مجلس الشرق الأوسط للأزياء – والتي تتخذ من دبي مقراً لها، صُممت هذه المجموعة لتعكس ذوقها المتميز وأسلوبها الفريد الذي يمزج بين الشرق والغرب. وقد أسست موزة العوفي أتيليه زهرة في إمارة دبي في عام 2015، بعد حلمها بإنشاء علامة تجارية متميزة ذات طابع خاص جسدت مفاهيم التراث العماني، وبعد بضع سنوات تولت إدارتها ريان السليماني وأطلقت عليها اسم جدتها – زهرة.
وأتيحت للجمهور فرصة مشاهدة أناقة ميلانو الخالصة مع “باربرا ريزي”، التي تألقت بعرضها مع الفنانة الشهيرة “برينسس بي”، التي أطلقت ألبومها الجديد في دبي، حيث سارت مع العارضات بأناقة خالصة. كما كانت أخصائية الزفاف “أميليا من الدار البيضاء”، وهي علامة تجارية تراثية من صقلية عمرها 60 عامًا وواحدة من أسرع العلامات التجارية نموًا في عالم أزياء الزفاف بالإضافة إلى “ميليا لندن”، من بين المواهب الرئيسية التي جلبت الحياة إلى منصات العرض من خلال عروض ساحرة مصممة بشكل مثالي.
كما عرض خبير الأزياء المقيم في باريس، جان لوك أمسلر، مستوى عالي من ملابس التريكو الراقية التي تم دمجها بجراءه مع البوب وبإكسسوارات من “سيه دزاين”. كما ارتقت “سول بي إرينا سوبرانو” مصممة النجوم والفنانات من بينهم ليدي غاغا وبيونسيه وباريس هيلتون، الأسبوع بتصاميمها المسائية الحسية والقوية، المصممة للسجادة الحمراء.
وإختتم أسبوع الموضة بحفل كبير من قبل مواهب النسخة الإفتتاحية لمجلس الشرق الأوسط للأزياء وعلى رأسهم الموهبة “كود” والتي ولدت في نيويورك ومقرها في نيودلهي، “كود” هي عبارة علامة تجارية تجمع بين الاستدامة والتفكير التصميمي والتي تُعدُ عنصراً أساسياً في فلسفة مجلس الشرق الأوسط للأزياء والتي تجمع بين الشرق والغرب. إضافةً الى ” أتيليه زهرة” هنالك دار أزياء أخرى يرعاها مجلس الشرق الأوسط للأزياء، كان كلا المصممين الشابين شاهدين على التزام المجلس بدعم المواهب الشابه الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا / الهند.
وبهذا الصدد قال سايمون لو لوجاتو، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجلس الشرق الأوسط للأزياء: “نحن ممتنون جدًا لجميع مصممينا وشركائنا الذين دعمونا لتحقيق هدفنا المتمثل بتوحيد الموضة وقيادة التغيير الهادف لمفهوم الموضة في إمارة دبي، عاصمة الموضة في الشرق الأوسط، لقد جعلت مرحلة الجائحة من الصعب على العديد من المصممين المحترفين وغير المحترفين والجدد من نقل حرفتهم إلى العالم، لذلك سعى مجلس الشرق الأوسط للأزياء إلى جلب العالم إليهم”.
أما من بين ابرز الأحداث في هذا الأسبوع، هو مشاركة معرض “سي فاشن شو روم” والذي يتخذ من دبي مقراً لهُ، ويجمع المعرض بين العلامات التجارية المتطورة من جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي في عرض مبهج ملئ بالحيوية مع تسليط الضوء على المواهب الإقليمية.
بالإضافة إلى ذلك، عرض معهد الأزياء الرائد في المدينة فاد (FAD) صاحب الفروع المنتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط والهند، مجموعة ازياء لخريجيه الموهوبين خلال عرض حيوي مميز، وتُعد فاد عبارة عن مجموعة متنوعة من المواهب من المعهد بالتعاون مع “فوغ تالنت” للكشف عن مشروع يدعم الأجيال الجديدة من المصممين.
وقد كانت صالات العرض المقدمة من طرف مجلس الشرق الأوسط للأزياء ممتلئة بالجمهور ومُحاطة بالنشاط والحيوية، حيث أتيحت للمشترين ووسائل الإعلام الفرصة لمقابلة المصممين ومشاهدة التصاميم عن قرب.
كما تم تنسيق المكياج والشعر حتى أدق التفاصيل من قبل أكاديمية المكياج أي او أف ام “ AOFM “ لإضفاء طابع من العصرية والحداثة على منصة العرض بقيادة جانا رينيوي، و هذا ما يتماشى مع أهداف المجلس المتمثلة بدعم المهارات والمواهب الإقليمية في جميع أنحاء العام.
في سابقة آخرى من نوعها، ابتكرت شركة العطور الرسمية التابعة لمجلس الشرق الأوسط للأزياء، وهي شركة عطور عالمية مرموقة “Firmenich Fine Fragrans“ عطرًا رائعًا كجزء من المفهوم التجريبي والمبتكر لأسبوع الموضة.
كما اضاف سايمون قائلاً : “يتماشى هدفنا المتمثل في إقامة حدث نصف سنوي مع استراتيجيتنا لتعزيز الصناعة في المنطقة ليس فقط من خلال عرض مجموعة واسعة من المواهب، ولكن الأهم من ذلك هو تسهيل فرص عمل جديدة”.
ومن جانبها قالت بايال كشاتريا سيري، مديرة الموضة في أسبوع الموضة في الشرق الأوسط ومشاركة في تأسيس مجلس الشرق الأوسط للأزياء: “نحن بالتأكيد نجمع بين الموهبة والتألق واللحظات السعيدة، لكننا لا ننسى أبدًا سبب أسبوع الموضة في الشرق الأوسط، والذي يتعمق أكثر في تغيير نظرة الناس اتجاه الموضة وإبراز الاهتمامات الملحة، الموضة فقط هي التي تملك هذه القوة ونحن هنا لتوجيهيها بالشكل الصحيح”.
وقد استضاف مجلس الشرق الأوسط للأزياء أول منتدى للأزياء المستدامة في الشرق الأوسط بالتعاون مع المدينة المستدامة والشركاء الرئيسيين في المجلس، حيث جمع قادة الفكر وصناع التغيير لمناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بالموضة.
تم تصميم المنتدى وإدارته من قبل “بايال كشاتريا سيري”، المؤسس المشارك لمجلس الشرق الأوسط للأزياء و”سرايو كونسلتين” لمناقشة بعض القضايا الرئيسية مثل إهدار المياه والأزياء السريعة والتلوث. بدأ بكلمة رئيسية حول تغير المناخ والأزياء، من قبل الخبير كريم الجسر، رئيس الاستدامة في المدينة المستدامة، بحيث لم يبرز كريم العلمي القضايا فحسب، بل سلط الضوء على القواسم المشتركة في الحلول لكل من صناعات البناء والأزياء. كما أدار أحمد هزاع ، مدير العملاء الرقمي في ديلويت الشرق الأوسط “شراكات للأزياء المستدامة” وكان من بين المتحدثين خلال الحدث أيضاً ستيفانو جالاسي ، كبير المستشارين في”لاكشري اوين انفيشن” وبن ماكلين ، رئيس التجارة الإلكترونية في “دي اتش إل” الإمارات العربية المتحدة وبايال كشاتريا سيري من شركة الشرق الأوسط والمالية، وأدار يورج مايزر ، مدير قسم المستهلك والبيع بالتجزئة في ديلويت، حلقة نقاش حول الاستهلاك المسؤول معالمتحدثين ليال عكوري، الرئيس التنفيذي لحركة العطاء، وأماندا راشفورث، مديرة مجلس إدارة الأزرق.
كما أضافت بايال كشاتريا سيري: “نعتقد أن الطريقة الوحيدة لقيادة الموضة المستدامة إلى الأمام هي الخروج من حدود فقاعات الموضة لدينا وإقامة شراكات هادفة عبر الصناعة والتي من شأنها أن يكون لها صدى لدى الجماهير أكبر. شراكتنا مع المدينة المستدامة هي شهادة على مدى تشبثنا في التفكير والدفاع عن عملنا. نحن فخورون بنهجنا الغير التقليدي الذي يوحد بين الموضة وإسلوب الحياة في هذه الشراكة الخاصة. هناك صناعات متنوعة للغاية، وكذلك هناك صناعات متشابهة للغاية في التأثير على تغيير المناخ والذي له الأثر الكبير على جودة إنتاجنا واستهلاكنا”
اما سايمون فأضافَ: “نحن نرى أنفسنا كحركة تجمع ألمع العقول لإشراك صناعة الموضة في معالجة القضايا الملحة لتغيير المناخ. إن مهمتنا هي قيادة وتوحيد جميع الجهات الفاعلة في المنطقة للمشاركة في أسبوع الموضة، لذالك ندعو من الآن جميع دور الموضة وبيوت الأزياء العالمية الى دعم قضيتنا “.