هل هذه القصة مستوحاة من حياة واقعية لطبيبة؟
بطريقةٍ ما، الفيلم استوحيته من شقيقتي الصغرى، والتي هي بدورها طبيبة. الكثير من صفات الشخصية مستوحاة منها، والكثير من شخصية سارة مستوحاة من شقيقتي الثانية ذات الذكاء الحاد. ولكن في هذا الفيلم أردت أن يكون المحور الرئيسي هو التحفظ الثقافي، امرأة تقليدية تُقدم خدمة للمجتمع وكل ما ترغب به هو القيام بعملها على أكمل وجه. عندما تتحدث عن مشكلة تواجهها وتمنعها عن القيام بوظيفتها على أكمل وجه، تقرر أن تغتنم التغيرات التي تحدث وتستغل اللحظة لتحسين وضعها. حقيقة رحلتها هي أنها ستكون رحلة مليئة بالصعاب، الكثير من الناس سيقدمون على نقد كل اختياراتها، إلا أن في نهاية المطاف، سيُفتح لها أبواب العالم. بينما من السهل تبرير رغبة الطبيبة أن تجعل مكان عملها أفضل، بكل تأكيد هذه رحلة على كل نساء المملكة خوضها لمختلف التخصصات. أرغب بأن أؤكد لكل نساء المملكة أهمية الخروج واغتنام الفرصة، حتى وإن لم يكن لديك أي خبرة في ذلك. لازلن النساء السعوديات يواجهن صعوبة في إثبات مكانهن في الخارج، ولازلن يترددن تجربة أمور جديدة لم يقمن بها من قبل.
كم هو مهم بالنسبة لكِ أن تروي قصة من وجهة نظر امرأة؟
حسنًا، أغلب أعمالي تُركز على نساء بأدوار بطولة واللاتي يرغبن أن يقمن بعملهن على أكمل وجه. ومجددًا بسبب التغيرات الكبيرة التي تحدث في المملكة، رغبت بأن أكون شخصية تُمثل التفكير السائد للنساء السعوديات. تقوم بتغطية وجهها وتتبع أعراف المجتمع، ولكن ينتهي الأمر بأنها تدفع كل الحدود والحواجز لأنها ترغب بأن تقوم بعملها بأفضل شكل ممكن. كل القيوم التي تمنعها من القيام بوظيفتها بالطريقة الأفضل التي ستخدم مجتمعها تُغضبها وتجعلها تصدق خارج الصندوق. هي لا تتمرد فقط لداعي التمرد، بل هي تعلم أن عملها قد يجعل وطنها مكانًا أفضل وبكل بساطة ترغب أن تزيل كل العوائق التي تمنع من إتمام مهمتها. أؤمن أنها الطريق الأمثل لجلب التغيير الإيجابي للمجتمع، من خلال أولئك الذين يعملون بجد، الذين ببساطة يرغبون بأن يصلوا إلى أعلى قدراتهم وطموحاتهم.
كيف ساهمت الشخصيات الأخرى من الذكور في نجاح شخصية المرأة؟
الشخصيات من الذكور كانت لديهم رحلتهم الخاصة لخوضها، ولكن لإدراكهم أن جميعهم يمرون في تحديات مُشابهة، يساهمون لنجاح بعضهم. رحلة شخصية مريم تتمحور أكثر حول فهمها لمعاناة أبيها كفنان، شخصية أبيها قريبة جدًا مني لأني أكن احترام وتقدير كبيرين للفنانين والموسيقيين الذين ثابروا لفترة طويلة. عشنا في فترة حيث كانوا الفنانين منبوذون وممنوعون من تقديم فنهم للعامة، لم تكن لديهم فرصة الحصول على أجر جيد لقاء فنهم، بل قدموا فنهم لحبهم له. لذلك أظن أنه من المهم جدًا تقدير والاحتفال بالفنانين الذين أبقوا ثقافتنا حية، بل ونفهم ونقدر التضحيات التي قدموها من أجل تقدم ثقافتنا.
أخبرينا عن أهمية العلاقة بين الشقيقات وكيف ساعدت الشخصية الرئيسية في تحقيق هدفها؟
إن العلاقة بين الشقيقات عنصر مهم جدًا في القصة. يعتمدن الفتيات كثيرًا على بعضهن، قدرهن متشابك جدًا، حيث أنه يجب عليهن أن يتعلمن كيف يتفهمن ويساعدن بعضهن إن كن يرغبن بالنجاح. إن ما يحدث مع واحدة منهن يؤثر على جميعهن، سواء أحببن الأمر أم لا، لذا الاستعداد للعواقب التي قد تحدث بسبب خطوة واحد من إحداهن هو قرار صعب اتخاذه.
لا يعتبر الطموح سمة جيدة للنساء بالنسبة للكثير، كيف تعامل هذا الفيلم مع هذا الأمر؟
نعم، إنها حقيقة أن الطموح لا يعتبر سمة جيدة للنساء مقارنة مع الرجال، ولكن الطموح الطموح الذي رافق الشخصيات في الأفلام يمثل مجموع من الطموحات في المجتمع، وكل التغيرات التي على الأشخاص استغلالها لصنع فارق. كل التغيرات التي حدثت مؤخرًا من أجل المرأة السعودية هي تغيرات كبيرة، أشبه بالزلزال للمنطقة. ولذلك، اخترت أن أبدأ الفيلم بمشهد لامرأة تقود سيارة، كان هذا أمرًا مستحيلًا أشبه بالحلم منذ عدة سنوات. ولكن الآن الأمر يعود للنساء ما إن كان يرغبن بتقبل أمر جديد فحياتهن ويقدمن على تجربته. لم يعد الضغط موجود على النساء الناجحات، اللواتي حاربن من أجل هذه التغييرات. إنهم الآن أولئك العالقين في الزمن السابق من يرفضون تقبل هذه التغييرات. أتمنى أن تبدأ نساء أكثر بالقيادة، العمل في بيئة مكونة من الرجال والنساء، السفر أو أي شيء يسعدهن.
كيف كانت ردة الفعل من الجمهور العربي والغير عربي؟
كنت فخورة جدًا لاختيار هذا الفيلم كالمنافس الرئيسي في مهرجان فنيسا للأفلام، والذي كان فيلم مهم جدًا في مسيرتي المهنية. كما تم إدراج الفيلم أيضًا في قائمة الأفلام المنافسة في عدة مهرجانات حول العالم، من ضمنها تورنتو، لندن، بوسان، صندانس. لذا حضا الفيلم بقبول جيد حول العالم.
وكما الحال لفيلمي Wadjda ، لقد سمعت من الكثير من الجمهور الأجنبي عن اندهاشهم بقوة وروعة المرأة السعودية. توجد نظرة عن المرأة السعودية، بأننا ضعيفات، خجولات وخائفات من العالم، وأننا ضحايا مستسلمات لظروف وقيود ثقافتنا. الكثير من الناس تفاجأت من حبنا الكبير للحياة. المرأة السعودية قوية، مفعمة بالحياة، مُضحكة وأكثر مما يعتقد الناس. أتمنى أن يكون قد وصف الشجاعة والقوة الخاصة بالمرأة السعودية. أن أروي قصتهن، هو فخر وسعادة بالنسبة لي.
أنا سعيدة جدًا لعرضي لفيلم وبشكل حصري على OSN، أتمنى أن يثير جدلًا عن أفضل الطرق لترويج تغييراً في المجتمع. البعض يعتقد أن التطرف والاضطرابات العنيفة الطريق الوحيد لجلب التغيير على المجتمع. أؤمن أن التغيير الحقيقي يأتي من التغييرات التدريجية الصغيرة التي تبني أساسًا قويًا للفن والثقافة اللذين يبرزان العمل والإخلاص. أرى الأشخاص الذين يتمسكون بمواقفهم يصبحون أقل تسامحًا مع الآخرين في جميع أنحاء العالم، أعتقد أنها مناقشة مهمة جدًا في هذا الوقت.